/ الفَائِدَةُ : ( 133 ) /

20/07/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / سِعَةُ باب الفحص والتَّنْقِيب الْعِلْمِيّ / يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات : أَنَّه يجب على مَنْ يُريد اِسْتِيضَاح بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ المُفسِّرة لآيةٍ من آيات القرآن الكريم أَنْ لا يخدعه الفحص بمراجعة تفسير أَو تفسيرين ، بل عليه التَّيقُّظ والتَّفطُّن إِلى موارد وجود هذه الآية بأَلفاظها أَو بما يُقارب أَلفاظها ومعانيها في بيانات الوحي الأُخرىٰ . وعليه أَيضاً أَنْ لا يُراجع مصدراً واحداً من مصادر التَّفسير ، بل عِدَّة مصادر. وبالجملة : باب الفحص والتَّنْقِيب الْعِلْمِيّ بابٌ واسعٌ وشاسعٌ جِدّاً ، ومن ثَمَّ لا ينخدع الباحث والْمُسْتَنْبِط بدرجةٍ من الفحص والتنقيب ، ولا بدرجةٍ من التَّفكير والتَّأمُّل، وإِذا ظَنَّ أَن ما توصَّل إِليه هو الذروة ورأس الهرم فليعلم أَنَّه أَرتطم بغفلةٍ شنيعةٍ وجهالةٍ كبيرةٍ ؛ فإِنَّ ما توصَّل إِليه لا بُدَّ أَنْ يكون ـ بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة ـ متناهياً ومحدوداً ؛ لتناهي ومحدوديَّة حقيقة البشر وقدرته ومُكْنَته ، ومعاني وحقائق بيانات الوحي غير متناهية وغير محدودة أَبداً بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة أَيضاً ؛ لعدم تناهي ومحدوديَّة الذات الْمُقَدَّسَة ، ولا توجد نِسبة رياضيَّة بين المحدود وغير المحدود ؛ فإِنَّه دائماً إِذا قيس المحدود إِلى غير المحدود كان لا شيء وصفراً على جهة الشِّمال ، وإِلَّا لانقلبت ماهيَّة غير المحدود وكانت متناهيةً ومحدودةً ، وبطلان انقلاب الماهيَّة من الواضحات ، بل هو خُلف الفرض . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ